الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

رضى الله عنهم ورضوا عنه

بسم الله الرحمن الرحيم
رضى الله عنهم ورضوا عنه
·   إن الحمد لله، نحمده سبحانه ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له.
·   وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ على النبى وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وآل بيته كما صليت ربنا على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
·       يا آيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون.
·   يا آيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً، واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا.
·   يا آيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما.

أما بعد،
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار.

إخوة الإسلام.. عباد الله..
محاولات الأعداء وأذنابهم لتشكيك الأمة فى سلفها الصالح والتجهيل بسيرتهم وقدرهم
·       لا يخفى لذوى النجابة والعقول والفطنة من أبناء هذه الأمة ما يكيده الحاقدون ويدبرونه بليل وعلانية من أجل فصل هذه الأمة عن سلفها الصالح ومجدها التليد، والتشكيك فى عظمة رجالها الأوائل الذين حملوا الأمانة ودافعوا عنها بأرواحهم وأموالهم وأهليهم والتفوا حول نبيهم ودافعوا عنه، ولا يزال رجال يحملونه جيلاً من بعد جيل حتى وصل إلينا خالصاً نقياً كما أُنزل.
·       رأينا فى كتابات المستشرقين وردد أقوالهم المستغربون والمنافقون والمأجورون أو الجهلاء الغافلون من يطعن فى الصحابة الكرام ويشكك فى رموزهم.. كالصحابى الجليل أبى هريرة، أو أبى سعيد الخدرى، أو أبى سفيان، أو معاوية، أو أم المؤمنين عائشة أو الزبير بن العوام، أو عمرو بن العاص، أو المغيرة بن شعبة..إلخ.. رضى الله عنهم أجمعين الذين حملوا مشعل النور ولهم الفضل الكبير والجميل فى عنق كل مسلم إلى يوم الدين.. اختارهم الله عز وجل ليكونوا حملة دينه إلى العالمين، وضحوا فى سبيله بأغلى وأعز ما يملكون وشهد لهم فى قرآنه الكريم وأثنى عليهم رسوله الكريم صلوات ربى وسلامه عليه.
·       وأنت على إثر هذا التجهيل، إذا سألت أحداً من طلائع المسلمين او من المسلمين عامة: ماذا تعرف عن:
o     سعد بن أبى وقاص.
o     أو الزبير بن العوام.
o     أو أبى دجانة.
o     أو المقداد بن الأسود.
o     أو القعقاع بن عمرو.
o     أو من هم العبادلة الأربعة،
فتكاد لا تجد جواباً.
بينما إذا سألتهم عن اللاعب الفلانى أو الممثل العلانى تجد صفته واسمه ورسمه وأدق تفاصيل حياته.
القدوة الصالحة:
·       ذلك أن القدوة الصالحة هى سبيل الاستقامة والصلاح، فهل نأخذ قدوتنا من لاعبى الكرة والفنانين والفنانات!!.

ثناء الله تعالى على الصحابة رضى الله عنهم:
·       قال الله تعالى: "الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)" (آل عمران)
o     يقول المفسرون: اشتملت هذه الآية على مدح عظيم للصحابة رضى الله عنهم بقوة الإيمان والصبر على البلاء وتفويض الأمور كلها لله تعالى، فاستحقوا ثواب الله ورضوانه ونصرته.
o     ولا خلاف بين العلماء أن الذين استجابوا لله والرسول هم المهاجرون والأنصار الذين حضروا معه عليه الصلاة والسلام وقعة أُحُد وأجابوه فى ثانى يومها حين دعاهم إلى الخروج وراء قريش، وقال لهم: ولا يخرج معنا إلامن حضر أحداً.
o     "مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ" القروح والجروح الكثيرة بأحد، فخرجوا على ما بهم من القروح صابرين راضين حتى بلغوا حمراء الأسد ولم يدركوا قريشاً.
o     "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ" وهم ركب من عبد قيس مروا بأبى سفيان قاصدين المدينة فدلهم إلى المسلمين ليثبطوهم عن الخروج وراء قريش ويخوفونهم منهم.
·       قال الله تعالى: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)" (الأعراف)
o     أجمع العلماء رحمهم الله تعالى على أن المراد بالنبى الأمى هو محمد صلى الله عليه وسلم، وجمهورهم على أن المراد بقوله تعالى: " الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ" جميع أمته الذين آمنوا به واتبعوه سواء كانوا من بنى إسرائيل أو من غيرهم.
o     وقد أثنى الله تعالى على المؤمنين وعلى رأسهم الصحب الكرام فقال سبحانه: " فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
·       وقال تعالى: "وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)" (البقرة)
·       وقال سبحان من هذا كلامه: " هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)" (الأنفال)
o     والمعنى: هو الذى قواك وأعانك بنصره يوم بدر، وقواك وأعانك بالمؤمنين من الأنصار (الأوس والخزرج) الذين دارت الحروب بينهم دهراً ثم جمعهم الإيمان والحب فى الله.. أو الآية فى عموم المؤمنين من المهاجرين والأنصار وقد ألف النبى صلى الله عليه وسلم وآخى بينهم كما آخى بين الأوس والخزرج.
·       وقال تباركت أسماؤه: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64)" (الأنفال)
o     والمعنى: كفاك وكفى أتباعك من المؤمنين الله ناصراً. ونزلت بالبيداء فى غزوة بدر قبل القتال.
·       وقال جلت صفاته: " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74)" (الأنفال)
o     الإيمان والهجرة والجهاد: ثلاث صفات اجتمعت فى المهاجرين..
§       آمنوا: صدقوا بالتوحيد وعملوا به.
§       هاجروا: تركوا أوطانهم وأهليهم وأموالهم إيثاراً لله ولرسوله فى إعلاء دينه وإظهار كلمته ولزوم طاعته وعموم دعوته.
§       جاهدوا: التزموا الجهد والمشقة فى أنفسهم بتعريضها للإذابة والنكاية والقتل وبأموالهم بإهلاكها فى مرضاة الله.
o     آووا ونصروا: هم الأنصار من الأوس والخزرج الذين تبوءوا الدار والإيمان وأسكنوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المهاجرين رضى الله عنهم أجمعين.
·       وقال سبحانه: "أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22)" (التوبة)
o     أنكر الله سبحانه وتعالى أن يُشبّه المشركون وأعمالهم المحبطة بالمؤمنين وأعمالهم المثبتة.
o     وبينت الآيات فضل الصحابة رضى الله عنهم أجمعين.
·       وقال عز شأنه: " وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)" (التوبة)
o     اختلف المفسرون من هم السابقون الأولون.. وأنتهوا إلى تفضيل أصحاب السبق فى كل ميدان بصفة عامة.
·       وقال تعالى: "لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89) " (التوبة)
·       وقال عز وجل: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)" (التوبة)
o     وهو مدح للصحابة رضى الله عنهم ووصفهم بالصدق، وقد قال تعالى: قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119)" (المائدة)
·       وقال تعالى: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)" (النور)
o     وهذه شهادة للصحابة الكرام، فملكوا الأرض وحكموا العالم وسادوا الدنيا وتحقق لهم الأمن بعد الخوف.
o     أخرج الإمام البخارى بسنده عن خباب بن الأرت رضى الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا ؟ قال ( كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه . ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون )
·       وقال تعالى: "مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)" (الفتح)
o     " كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ": مثل النبى صلى الله عليه وسلم فى أصحابه كالبذر يبدأ ضعيفاً فيقوى حالاً بعد حال حتى يغلظ نباته، وشطء الزرع نباته وفراخه والجمع أشطاء.
o     " فَآزَرَهُ" : أى قواه وأعانه فاستغلظ.
o     " فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ": على عوده.
o     " يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ": وفى ذلك إغاظة للكفار ونعى على من يكره الصحابة ووصف له بالكفر.
·       وقال سبحانه: " لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19)" (الفتح)
o     هذه البيعة هى بيعة الرضوان، وكانت بالحديبية، حينما أراد النبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنون العمرة ولم يريدوا قتالاً فأرسلوا عثمان بن عفان رضى الله عنه يستأذن قريشاً فى دخول المسلمين للعمرة وغاب عثمان وأشيع أنه قُتل فأخذ النبى صلى الله عليه وسلم البيعة على قتال المشركين، وسميت بيعة الرضوان وقد بايع الصحابة جميعاً إلا رجل منافق واحد.
o     يحكى عروة بن مسعود الثقفى وهو اذى أرسلته قريش للتفاوض مع النبى صلى الله عليه وسلم بالحديبية.. يقول وقد رجع إلى قريش: أى قوم، والله لقد وفدتت على الملوك، على قيصر وكسرى والنجاشى، والله ما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداً، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت فى كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم بكلمة خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له، وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها" (الرحيق المختوم)
·       قال الله تعالى: " لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)" (الحشر)
o     أخرج الشيخان رحمهما الله تعالى بسنديهما عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنى مجهود. فأرسل عليه الصلاة والسلام إلى نسائه فلم يجد عندهم شيئاً، فقال: "من يُضيفُ هذا يرحمه الله، فقام أبو طلحة الأنصارى فقال: أنا يارسول الله، فانطلق به إلى أهله فقال لامرأته: ضيف رسول الله لاتدخرى عنه شيئاً، فقالت: والله ما عندى سوى قوت الصبية، قالل: فعلليهم بشئ ونوميهم، فإذا دخل ضيفنا فأريه أنا نأكل، فإذا أهوى بيده ليأكل فقومى إلى السراج كى تصلحيه فاطفئيه ففعلت، وقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويين، فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد عجب الله من فلان، فأنزل الله تعالى: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)" (الحشر).
·       قال تعالى: "يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)" (التحريم)

ثناء النبى صلى الله عليه وسلم على أصحابه الكرام رضى الله عنهم أجمعين:
·       قال عليه الصلاة والسلام: "لاتسبوا أصحابى فوالذى نفسى بيده لو أنفق أحكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه" (أخرجه الشيخان)
·       وقال عليه الصلاة والسلام: "ما من أحد من أصحابى يموت بأرض إلا بُعث قائداً ونواً لهم يوم القيامة" (أخرجه الترمذى)
·       وقال عليه الصلاة والسلام: "من سب أصحابى فعلية لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين" (أخرجه الطبرانى عن ابن عباس)
·       وقال عليه الصلاة والسلام: "خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" (متواتر)
·       وقال عليه الصلاة والسلام: "الله الله فى أصحابى لا تتخذوهم غرضاً، فمن أحبهم فبحبى أحبهم ومن أبغضهم فببغضى أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذانى ومن آذانى فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه" (أخرجه الترمذى وابن ماجه)

رضى الله عن صحابة النبى صلى الله عليه وسلم،
والحمد لله رب العالمين،
                                               
المراجع:
·       القرآن الكريم، كتاب رب العالمين.
·       كتب السنة المشرفة.
·       المرجع الرئيس: إتحاف ذوى النجابة بما فى القرآن والسنة من فضائل الصحابة، لمحمد العرببى الطيفى المغربى.
·       الرحيق المختوم، للمباركفورى.
·       المكتبة الشاملة، مكتبة إلكترونية.
·       وغير ذلك.

(الراجى عفو ربه سبحانه وتعالى:  محمود الشاعر    غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين)

0 التعليقات:

إرسال تعليق