بسم الله الرحمن الرحيم
الدعوة إلى الله تعالى
· إن الحمد لله، نحمده سبحانه ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له.
· وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ على النبى وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وآل بيته كما صليت ربنا على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
· يا آيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون.
· يا آيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً، واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا.
· يا آيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما.
أما بعد،
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار.
إخوة الإسلام.. عباد الله..
حلاوة الإيمان:
· كم هى غالية عزيزة.. كم هى شريفة كريمة.. تلك المهمة والمسئولية.. كم هى وظيفة رفيعة المكانة عالية الهمة.. ألا وهى وظيفة الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين..
· تلك هى وظيفة الدعوة إلى الله تعالى..
· إن المرء حين يخالجه هذا الشعور الجميل بالإيمان بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.. يشعر بقشعريرة.. يسعد بها فؤاده، وتدمع بها عينه.. إنه الإيمان بالله عز وجل.
· وهذه السعادة وتلك النعيم ليحب المرء الصافى صاحب القلب الطيب أن يشعر به كل إنسان على وجه الأرض.. فتراه يسعى جاهداً لإيصال هذا النور إلى العالمين.
مشروعية الدعوة إلى الله:
· إن الدعوة إلى الله عز وجل بمفهومها الواسع هى واجبة على كل مسلم.. فإن الله عز وجل لا يريد من المؤمن أن يكون صالحاً مهتدياً فى نفسه وحسب وإنما يريده صالحاً مصلحاً لمن حوله.. قال تعالى: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117)" (هود)
· ويحكى لنا القرآن الكريم قصة ثلاث طوائف: طائفة تقترف المعاصى والمنكرات، وطائفة تنكر عليهم، وطائفة ساكتة لا تأمر ولا تنهى.. قال تعالى: "وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) (الأعراف) يقول العلماء: وفى سكوت الآيات عن ذكر مصير الفئة الساكتة تبكيت أى تبكيت.
· وقد أثنى الله عز وجل على عباده المبلغين.. قال جل ثناؤه: "الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39)" (الأحزاب)
· وأمة الإسلام هى الأمة التى كلف الله أفرادها بواجب التبليغ وأمانة الدعوة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل، وبيّن سبحانه أن من خصائص هذه الأمة أنها شهيدة على الناس بما يقتضى ذلك من الإعلام وإيصال الدعوة، قال سبحانه: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا.. (143)" (البقرة)
· والدعوة إلى الله هى أمل النجاة فى الدنيا والآخرة، قال تعالى: "قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ .. (23)" (الجن)
· ونأخذ أيضاً من قوله تعالى: "وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ .. (19)" (الأنعام) أن كل من تصله الدعوة فهو مكلف كذلك بالإنذار.
· ويبين القرآن الكريم الصراط المستقيم والطريق القويم بقوله تعالى: "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)" (يوسف)
· بل استمع إلى هذه الآية: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)" (فصلت)
· وقال سبحانه: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)" (النحل)
· وفى مسند الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن عبد الله بن عمرو بن العاصي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : بلغوا عني ولو آية.. الحديث.
· وفى المسند للشاشى عن عبد الله بن مسعود ، عن أبيه ، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : «نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها»
· وكان النبى صلى الله عليه وسلم يقول: "فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ" (البخارى)
· فالدعوة إلى الله عز وجل فريضة على كل مسلم ومسلمة.
الفرق بين الدعوة والخطابة:
· والدعوة إلى الله عز وجل لا تحتاج إلى ارتقاء المنابر واعتلاء الأماكن، وإنما هى فى كل مكان وبكل وسيلة، أما الخطابة فهى وسيلة من وسائل الدعوة، فالدعوة أعم من الخطابة.
العالم بحاجة ماسة إلى الإسلام:
· إن العالم اليوم تراه على جملته يتخبط فى ظلمات الحيرة والجهالة وما شيوع الظلم والعدوان إلا بسبب البعد عن المنهج الإلهى.
· إن كثيراً ممن أسلموا فى الغرب كانوا لايعرفون عن هذا الدين شيئاً وبمجرد معرفتهم له وجدوا فيه ضالتهم المنشودة وغذائهم الروحى المفقود.
· إن صورة الإسلام الحقيقى غير موجودة بالإعلام الغربى، كذلك فإن كثيراً من المسلمين بسلوكهم غير الملتزم أسهموا فى بناء هذه الصورة المعوجة عن الإسلام.
· إن النفس بفطرتها التى فطرها الله عليها لهى فى أمس الحاجة لما يتواءم مع خلقتها ويلبى مطالبها، فهى صنعة الله تعالى وهو أدرى وأعلم يها : "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)" (الملك)
· والإسلام بربانيته ووسطيته واعتداله وسهولته وتغذيته للمرء والشعوب لهو السبيل السريع لإسعاد هذه البشرية.
· وترى ماذا خسر العالم بتخلى المسلمين عن رسالتهم.
منهج الرسول الكريم فى الدعوة إلى الله تعالى:
· يبين الحق سبحانه وتعالى لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ولكل مسلم مخلص منهج الدعوة القويم، فقال عز شأنه: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)" (النحل)
o فالناس فى تلقى الدعوة مراتب:
§ منهم من تأسره الحكمة.
§ ومنهم من لايروع إلا بالموعظة الحسنة.
§ ومن من يجادل ويمارى..
o فأرشد سبحانه إلى مراتب وطرق الدعوة الناجحة.
طريقة الدعوة إلى الله تعالى:
· على الداعى أن يقتدى بالمعلم الأول والقدوة العظمى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)" (الأحزاب)
· وفى ذلك يقول الله تعالى: "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)" (يوسف) ومن هذه الآية الكريمة تتضح معالم شاملة للدعوة:
o "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي": أن الدعوة إلى الله تعالى هى سبيل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذى ضحى وجاهد من أجلها حتى لكانه يهلك نفسه لكى يؤمن الناس جميعاً، قال تعالى: "لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3)" (الشعراء)، وخاطبه ربه تعالى: "مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)" (طه)
o "أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ": فلابد للداعى من معرفة ما يدعو إليه، ولا يشترط أن يكون عالماً من العلماء، وإنما يكون عالماً بما يقوله ويدعو إليه.
o "أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي": فهى مهمة كل مسلم، وهذا يلقى بظلاله على العمل الجماعى المنظم، مما يعطى أفضل النتائج، فيد الله مع الجماعة.
o "وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ": فالإخلاص لله تعالى هو رهن قبول الأعمال، كما فى الحديث القدسى، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- « قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِى غَيْرِى تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ ».
· فإن نجاح الدعوة مرهون بالإخلاص لله تعالى، واتباع منهج النبى صلى الله عليه وسلم.
صفات الداعى إلى الله تعالى:
التقوى والصلاح:
· أن يكون صالحاً مهتدياً فى نفسه، قدوة للناس، فإن الداعية يكسب لدعوته بسلوكه أكثر مما يكسبه بكلامه مواعظه، وإن عمل رجل فى ألف رجل أبلغ من قول ألف رجل فى رجل.
· كما أن عليه أن يطبق ما يقوله على نفسه أولاً،
o قال تعالى: "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)" (البقرة)،
o وقال سبحانه: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)" (الصف)،
o وفى الصحيحين عن أسامة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم: "يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ أَيْ فُلَانُ مَا شَأْنُكَ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنْ الْمُنْكَرِ قَالَ كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ"
الصبر على الأذى:
· وعلى الداعاة إلى الله تعالى أن يوطنوا أنفسهم على الصبر وتحمل الأذى على ما يلقونه من أعداء دعوتهم، ذلك أن الناس أعداء ما جهلوا.
· وهذا ما أخبر به ورقة بن نوفل رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قال له: يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ قَالَ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا" (أخرجه البخارى رحمه الله تعالى بسنده عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها)
· وهذا ما نصح به لقمان الحكيم ابنه وهو يعظه: "يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17)" (لقمان)
الحلم والرفق واللين:
· فالحلم من أهم الأخلاق التى يتحلى بها الداعى إلى الله تعالى، قد مدح النبى صلى الله عليه وسم أشج عبد القيس قائلاً له: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة" (أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى)
· والنبى صلى الله عليه وسلم هو أحلم الناس قاطبة، كان لا نتقم لنفسه قط، وكان يقابل السيئة بالعفو والصفح والإحسان، ويقول فى أشد أوقاته وأحلك ساعاته: اللهم اهد قومى فإنهم لايعلمون .. صلى الله عليه وسلم.
التواضع:
· قال تعالى: "وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88)" (الحجر)
· وفى الأدب المفرد: عن عياض بن حمار قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يبغى أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد فقلت يا رسول الله أرأيت لو أن رجلا سبنى في ملإ هم أنقص منى فرددت عليه هل على في ذلك جناح قال المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان قال الشيخ الألباني : صحيح
· وضرب لنا الداعى الأول صلى الله عليه وسلم المثل بالتواضع، ففى صحيح البخارى رحمه الله تعالى عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ إِنْ كَانَتْ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ.
· وأخرج البخارى بسنده عن عن الأسود قال : سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه و سلم يصنع في بيته ؟ قالت كان يكون في مهنة أهله تعني خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة
· وكان صلى الله عليه وسلم يجلس حيث انتهى به المجلس، ولا يتميز بشئ على أصحابه..صلى الله عليه وسلم.
التجرد والزهد:
· التجرد: هو الجد فى نشر الدعوة والاجتهاد فى تبليغها.
· والزهد: هو عدم التطلع إلى ما فى أيدى الناس، والقناعة بما قسم الله تعالى من الرزق، وعدم تعلق القلب بالدنيا وزخارفها
· وأخرج البخارى بسنده عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ ابْنَ أُخْتِي إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ ثُمَّ الْهِلَالِ ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ فَقُلْتُ يَا خَالَةُ مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ قَالَتْ الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِيرَانٌ مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَلْبَانِهِمْ فَيَسْقِينَا.
الاجتهاد فى العبادة:
· الاجتهاد فى الطاعات والتقرب إلى الله تعالى بالنوافل، وقيام الليل فهو شرف المؤمن وزاد الداعية، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)" (المزمل)
· وفى الحديث القدسى الذى أخرجه الإمام البخارى رحمه الله تعالى بسنده عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم عن رب العزة سبحانه وتعالى: "...وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ..."
إدراك الداعية لما حوله:
· وعلى الداعية أن يكون عميق الثقافة واسع الاطلاع يعلم شيئاً عن كل شئ، فعمله يبدأ حيث ينتهى الأخرون.
· وأن يكون واسع الأفق، رحب الصدر، متفهماً للأمور جيداً.
وفقنا الله تعالى لما يحبه ويرضاه
وصلى الله وسلم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المراجع:
· القرآن الكريم، كتاب رب العالمين.
· سنة وسيرة النبى صلى الله عليه وسلم، كتب الحديث والسيرة.
· تذكرة الدعاة، للشيخ البهى الخولى رحمه الله تعالى.
· ثقافة الداعية، للدكتور يوسف القرضاوى.
· المكتبة الإلكترونية الشاملة.
(الراجى عفو ربه سبحانه: محمود الشاعر غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين)
0 التعليقات:
إرسال تعليق