الأربعاء، 17 نوفمبر 2010

والذين لايشهدون الزور

بسم الله الرحمن الرحيم
"وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ.."
·   إن الحمد لله، نحمده سبحانه ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له.
·   وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ على النبى وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وآل بيته كما صليت ربنا على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
·       يا آيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون.
·   يا آيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً، واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا.
·   يا آيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما.

أما بعد،
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، فكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار.

إخوة الإسلام.. عباد الله..
حرص الإسلام على  الحقوق:
·       إن الإسلام ذلك الدين الربانى الخالص.. الدين الحق.. ليحرص أشد الحرص على المحافظة على حقوق الناس، ودمائهم، وأعراضهم، وأموالهم.
·       وكان من جوامع وصاياه الأخيرة صلى الله عليه وسلم: "إن دمائكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا،.." (كتب السير)
·       كما يعنى الإسلام أشد العناية بصيانة الحرية والكرامة، ويتخذ لذلك كافة الوسائل والتدابير التى تحفظ هذه الحقوق وتصونها جميعاً.
·       ومن هذه الوسائل إقامة الحق والعدل بين الناس.. ذلك أن إقامة الحق والعدل هى التى تشيع الطمأنينة وتنشر الأمنن، وتشد علاقات الأفراد بعضهم ببعض، وتقوى الثقة بين الحاكم والمحكوم، وتنمى الثروة، وتزيد فى الرخاء.

الدعوة إلى العدل:
·       وقد جاءت الآيات والأحاديث داعية إلى العدل ومحذرة من الظلم ومحرمة له.
·       والله سبحانه من أسمائه العدل، وما أنزل كتبه ولا أرسل رسله ولا كلف الناس بالشرائع إلى لأجل إقامة الحق والعدل.
·       قال الله تعالى: "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ .. (25)" (الحديد)
·       وبالعدل قامت السموات والأرض، قال تعالى: "وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ(7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ(9)" (الرحمن)
·       وإقامة العدل إحدى مهام النبى الكريم صلى الله عليه وسلم وكل مكلف، قال تعالى: "..وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ..(15)" (الشورى)
·       وقال سبحانه: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)" (النساء)
·       وأخرج الإمام مسلم رحمه الله تعالى بسنده عَنْ أَبِى ذَرٍّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: "يَا عِبَادِى إِنِّى حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا.."
·       وما هلكت الأمم الغابرة إلا بظلمها.. قال تعالى: "وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا..(13)" (يونس)
·      وأخرج الإمام مسلم بسنده عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاتَّقُوا الشُّحَّ فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ ».
·       كما أخرج بسنده أيضاً عن ابن عباس مرفوعاً: "..وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ"
·       وإياك أن تغتر بالظالمين.. قال تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)" (إبراهيم)
·       لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدَ الله بنَ رواحة رضى الله عنه لأهل خيبر كى يُقدر محصولهم من الثمار والزروع، طبقاً لعهد الرسول صلى الله عليه وسلم معهم، بعد فتح خيبر، حاول اليهود رشوته ليرفق بهم فى التقدير، فقال لهم:"والله، لقد جئتكم من عند أحب الخلق إلىّ، وإنكم لأبغض الناس إلى، ومايحملنى حبى إياه وبغضى لكم، على ألا أعدل" فقالوا له: بهذا قامت السموات والأرض. (مواقف للدعاة د. محمد داود)

ومن إعظم صور الظلم وإهدار الحقوق وهدم العدل.. شهادة الزور:
·       والزور فى اللغة: الميل والانحراف.
·       وشرعاً: تزييف الحقيقة وشهادة الباطل وقالة الكذب وادعاء الباطل.

التحذير منه:
·       جاء ذكر شهادة الزور ضمن الكبائر المهلكة من الذنوب كالشرك بالله تعالى.
·       ففى سنن الترمذى رحمه الله تعالى عن أيمن بن خريم : أن النبي صلى الله عليه و سلم قام خطيبا فقال يا أيها الناس عدلت شهادة الزور إشراكا بالله ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم { فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور }     قال الشيخ الألباني : ضعيف
·      وحسب أولئك الذين لايتورعون عن ظلم الناس وسلب حقوقهم وإلصاق التهم بالأبرياء منهم، وتغيير الأمور وقلب الحقائق.. هذا الحديث الشريف.. الذى أخرجه الإمام البخارى بسنده عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلَاثًا قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ"
·       كما أخرج البخارى بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ.

فالصدق من خلال المؤمنين والكذب من شيم المنافقين:
·       قال الله تعالى فى وصف عباده المؤمين: "وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)" (الفرقان)
·       أخرج البخارى بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا"
·       وأخرج الإمام مالك رحمه الله تعالى عن صفوان بن سليم انه قال :قيل لرسول الله صلى الله عليه و سلم أيكون المؤمن جبانا فقال نعم فقيل له أيكون المؤمن بخيلا فقال نعم فقيل له أيكون المؤمن كذابا فقال لا.
·      كما أخرج البخارى رحمه الله تعالى بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ.
·       وقد حمل القرآن الكريم على المؤمنين أن يقولوا الحق ولو كان فى صف الأعداء أو من يكرهونهم.. قال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)" (المائدة)
·       ونزل على النبى صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105)" (النساء) حتى ولو كان الخائن مسلماً فالإسلام جاء بالحق المطلق.

صور من الزور:
كتمان شهادة الحق:
·       قال الله تعالى: ".. وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283)" (البقرة)

ادعاء الحق:
·      أخرج البخارى رحمه الله بسنده عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا بِقَوْلِهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ فَلَا يَأْخُذْهَا.



ترويج الشائعات والقالات:
·      أخرج الحاكم فى المستدرك بسنده عن حفص بن عاصم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع.
·       وكان أن بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة لجمع صدقات نى المصطلق، فلما سمع به القوم خرجوا للقائه تعظيماً لأمر الله ورسوله، فهابهم فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله، فرجع من الطريق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال إن بنى المصطلق قد منعوا صدقاتهم وأرادوا قتلى. فغضب النبى صلى الله عليه وسلم وهم أن يغزوهم، فأسرع وفدٌ من القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينوا له الأمر وتعوذوا من غضب الله ورسوله، فنزلت: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)" (الحجرات)

قذف المحصنات الغافلات المؤمنات:
·       وهو التكلم ولو بالتلميح فى عرض أحد من المسلمين بغير بينة والبينة هى أن يرى عملية الإيلاج الجنسى بأربعة شهداء، وإلا فالجلد ثمانين جلدة..
قال تعالى: "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)" (النور)،
وقال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)" (النور)
·       وحدث ذلك فى بيت النبوة، فى حادثة الإفك أن تكلم المنافقون فى حق السيدة الطاهرة المبرئة من فوق سبع سماوات السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق.. نزل قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20)" (النور)

الظهار:
·       كقول الزوج لزوجته: أنت على كظهر أمى أو أختى، قال تعالى: "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)" (المجادلة)

نسبة الولد إلى غير أبيه:
·       أو نسبة المرأة لزوجها كما يفعلون فى بلاد الغرب.. قال تعالى: ".. وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5)" (الأحزاب)

وصف الأشياء على غير حقيقتها ورسمها بغير اسمها:
·       كوصفهم للمؤمنين بالأصوليين أو المتشددين.
·       كوصفهم للمجاهدين فى سبيل الله الذين يقاومون المحتل الغاصب بالإرهابيين.
·       وصفهم لبلاد الظلم والاستعمار بالبلاد المتقدمة والديمقراطية وذات الحرية.
·       وصفهم للزنا بالزواج العرفى.
·       وصفهم للخمر بالمشروبات الروحية.
·       وصفهم لليالى الزنا والفجور بالليالى الحمراء.
·       وصفهم للمفسدين فى الأرض بالقادة أو عظماء التاريخ.
·       وصفهم للساقطين والمرذولين بالفنانين والأدباء.

خـاتمة:
·       قال تعالى: "وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)" (الإسراء)
·       وفى حديث معاذ رضى الله عنه الذى أخرجه الترمذى بسنده مرفوعاً: "..وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم "
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
قال الشيخ الألباني : صحيح

والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الكريم
وآله وصحبه أجمعين،،

المصادر والمراجع:
·       القرآن الكريم                          كتاب رب العالمين
·       كتب السنة                             المكتبة الشاملة
·       رياض الصالحين                        الإمام النووى
·       أسباب النزول                          الإمام السيوطى
·       المعجم المفهرس لألفاظ القرآن         العلامة محمد فؤاد عبد الباقى
·       أحاديث الصباح فى المذياع             الشيوخ محمود شلتوت، محمد المدنى
·       عناصر القوة فى الإسلام                الشيخ السيد سابق
·       التفسير الوسيط                         مجمع البحوث الإسلامية
·       خطب الشيخ القرضاوى               الدكتور يوسف القرضاوى
·       مواقف وعبر                           الدكتور محمد داود
·       صور معاصرة لشهادة الزور            الدكتور منير جمعة
* * *
(الراجى عفو ربه سبحانه: محمود الشاع   غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين)

0 التعليقات:

إرسال تعليق